"ثقافة الكرم لدى العراقیین ھدریة“ .. ھكذا تصفها مروة النعیمي مؤسسة مشروع ”الذھب الأخضر“ لإعادة تدویر النفایات العضویة، وھي مهندسة عملیات تصنیع وناشطة بیئیة ومدربة مهارات خضراء ورائدة أعمال بیئیة وسفیرة استدامة في مركز بغداد للطاقة المتجددة والنائب العملي لقطاع البیئة في الإتحاد العربي للمرأة المتخصصة وأول امرأة أنشأت مشروعاً لتدویر النفایات العضویة في العراق.
لاحظت مروة، 39 عاماً، مشكلة في العراق وصفتها "بالكبیرة" متمثلة بالهدر الكبیر للطعام وتراكم أكبر للنفایات، كما أن ھناك فروقات طبقیة واضحة بین الأفراد في الحالة المعیشیة، حیث تقول: ”ھناك أشخاص لا یستطیعون إیجاد قوت یومهم والحصول على الأطعمة الأساسیة كالخبز والتمر والخضروات، في حین أن ھناك آخرون یهدرون كمیات كبیرة من الطعام في المطاعم والمنازل. لذلك كنت دائماً أطرح ذات التساؤل على المطاعم التي أرتادھا، أین تذھبون ببقایا الطعام؟ فیكون الرد: إلى النفایات. كعراقیین نقدم كمیات كبیرة من الطعام ظناً منا بأنه الكرم ولكن ھذا تصرف خاطئ. لذلك كان قراري أن أذھب إلى المطاعم من أجل أخذ النفایات والإستفادة منها في مشروع "الذھب الأخضر“.
كانت مروة مدركة لقیمة الجهد والوقت الذي یبذله الفلاح من أجل زراعة مختلف أنواع الخضروات والفواكه، فقد نشأت في بیت كبیر یضم حدیقة واسعة أمامیة وخلفیة، وكانت مثل جمیع الحدائق العراقیة؛ تحتوي على مختلف أنواع النباتات، الرمان والتین والموز والكمثرى والزیتون وحتى شجرة السدر وسبعة أنواع من أشجار النخیل المثمرة، بالإضافة للأزھار والخضروات الورقیة. ” كنت أكبر الأحفاد وكان اھتمام الجد والجدة كبیراً بھذه الحدیقة الرائعة، كما كانت تقع على عاتقي مسؤولیة العنایة بها، لقد كانت جنة مصغرة وكان شعوري مختلفاً تجاه التربة والأرض لكني لم أكن مدركة أن ھذا المكان كان یمثل مكاناً لراحتي وانتمائي“.
في البدایة، كانت مروة ُمحبة للطبیعة، ثم تحول الأمر بعدھا إلى إیمان بضرورة العمل من أجل إحداث تأثیر إیجابي على الواقع البیئي في العراق والسعي باتجاه خلق بیئة نظیفة وثقافة تخص الزراعة بالإضافة إلى توفیر فرص عمل جدیدة، وھذا یحدث من خلال استثمار النفایات بإعادة تدویرھا باعتبارھا ثروة إقتصادیة ھائلة تعود على البلد بالفائدة الكبیرة، حیث ُیعد العراق من أكثر البلدان التي تتعرض للتلوث في العالم، فهو ینتج حوالي 30,000 ألف طن من النفایات الصلبة یومیاً بحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).
ویتم التخلص من معظمها في مكبات غیر منظمة، مما یؤدي إلى تلوث التربة والمیاه ویساھم في انبعاث الغازات الدفیئة التي تلعب دوراً أساسیاً في الاحتباس الحراري، كما أن تعامل العراقیین مع الحدائق والزراعة قد تغیر، فبعد أن كانوا یأكلون من مزارعهم وحدائقهم الخاصة باتوا یستهلكون مختلف أنواع الفواكه والخضروات المستوردة، وبعد أن كانوا یستظلون بأشجار العنب وأغصانها الممتدة، أصبحوا یستظلون بمظلات البلاستیك والألمنیوم، بل یصل الأمر إلى حد إلغاء الحدائق من ھندسة البیت. في ھذا الصدد، تقول مروى: ”الوعي الجمعي تجاه الزراعة والأرض أصبح صفراً، باتت المساحات الخضراء تتحول إلى مشاریع تجاریة ومنازل في ظل ازدیاد الكثافة السكانیة وغیاب التخطیط العمراني المناسب له، لم یكن باستطاعة المواطن العراقي سابقاً الحصول على رخصة بناء من دون تخصیص مساحة للزراعة على أرضه، مثل زراعة أنواع معینة من الأشجار المثمرة كالنخیل والزیتون.“، كل ذلك دفعها للقیام بشيء ما تواجه به ھذا العزوف عن الاھتمام بالزراعة واكتساب الحدائق.
”الوعي الجمعي تجاه الزراعة والأرض أصبح صفراً، باتت المساحات الخضراء تتحول إلى مشاریع تجاریة ومنازل في ظل ازدیاد الكثافة السكانیة وغیاب التخطیط العمراني المناسب له، لم یكن باستطاعة المواطن العراقي سابقاً الحصول على رخصة بناء من دون تخصیص مساحة للزراعة على أرضه، مثل زراعة أنواع معینة من الأشجار المثمرة كالنخیل والزیتون“.
ما ھو مشروع "الذھب الأخضر"؟
أُنشئ مشروع "الذھب الأخضر" في منطقة الدورة جنوبي بغداد، وھو عبارة عن مزرعة ومعمل و ُیعّد الأول من نوعه في العراق لإنتاج وتطویر المنتجات الزراعیة العضویة المستدامة وزیادة الوعي البیئي للأفراد والمؤسسات. تصفه مروة النعیمي بالكلمات التالیة: ”ھو حلم وردي أصبح أخضر، ھو رحلة بمحطات كثیرة احتاجت مني الكثیر
من المثابرة والعزیمة والإرادة حتى وصل المشروع إلى ما ھو علیه الیوم.“.
بدأ المشروع بجهد فردي من قبل مروة، فلم تكن تتوفر لدیها الإمكانات المادیة والخبرة الكافیة التي تساعدھا من أجل إنشاء مشروع بیئي، كما أنها كانت بعیدة عن سوق العمل ولا تملك أیاً من مهارات التعامل مع الآخرین في بیئات العمل، بالإضافة إلى أن السوق العراقیة لم تكن منفتحة على فكرة غیر مألوفة مثل تلك التي تحملها مروة، حیث تقول: ”كانت فكرة جدیدة ولم تكن ھناك أیة تجارب أو مشاریع سابقة مماثلة تتیح لي أن أبدأ من حیث انتهى الآخرون، بل كنت أقوم بعمل كل شيء للمرة الأولى، استخدمت إمكانیاتي البسیطة المتوفرة ولكنني تمكنت من تجاوز العدید من العقبات ولم أنتظر الحصول على المساعدة والدعم“.
تتحدث مروة عن خطوات المشروع الأولى قائلة: ”بدأنا العمل في مساحة 6 أمتار عبر إعادة استخدام علب وأواني بلاستیكیة، ثم انتقلنا لمساحة دونم واحد والآن نحن نعمل في مساحة 4 دونم، ونطمح للعمل في مساحة 10 دونم، كما أننا لم نكن نمتلك أیاً من المعدات والتقنیات، ففكرت في استغلال تخصصي الدراسي وھو ھندسة عملیات تصنیع، لسد احتیاجاتنا من خلال ابتكار بدائل للمعدات التي كنا نفتقر إلیها، فقد كانت تكلفتها المادیة عالیة جداً تفوق قدرتنا الشرائیة بكثیر فاستخدمنا أدوات یدویة بسیطة في عملیات النخل والجرش وغیرھا “.
ما ھي منتجات المشروع؟
یعتمد مشروع "الذھب الأخضر" على النفایات العضویة في إنتاج منتجاته الزراعیة من خلال إعادة التدویر بأبسط المعدات والإمكانیات الیدویة، فینتج المشروع عدة منتجات أھمها ” كرات GG“ و سماد إكسیر GG السائل“ والسماد العادي وتربة البتموس. ”نحن الآن في مرحلة النمو، لقد بدأنا بإنتاج 50 كیلوغراماً من الأسمدة والآن نحن ننتج 20 طناً، وھذه كمیة إنتاج كبیرة جداً بالنسبة لنا كمشروع ناشئ بتمویل ذاتي وجھود ذاتیة“ تقول مروة.
یتبع المشروع معاییراً وطرقاً تعمل بها الدول المتقدمة، من خلال تحدید المشكلة في المقام الأول ومن ثم اقتراح الحلول الممكنة لهذه المشكلة، بعد ذلك یبدأ العمل بإجراء تجارب بحثیة عدیدة تستمر لفترات طویلة ربما لسنوات ومن ثم عرض النتائج من خلال نشر البحوث في مجلات علمیة وعرضها على عدد من المختصین لإبداء وجهة نظرھم المتخصصة وملاحظاتهم وتعدیلاتهم.
في ھذا الصدد، یشرح د.محمد یاسین خضیر المختص في علوم الحیاة والذي یعمل في مشروع "الذھب الأخضر" كمستشار علمي ومطور للمنتجات: ”عندما نصل إلى النتیجة المطلوبة، نبدأ بالتجربة الأكبر في حقول ومزارع كبیرة والتي نسوق للمنتج من خلال تجربتها وقیاس نتیجتها ومدى فاعلیتها على الأرض“.
تعتبر ”كرات GG ” المنتج الأبرز من بین منتجات الذھب الأخضر، فهي فكرة مأخوذة من الفیلسوف الیاباني والخبیر الزراعي ”ماسانوبو فوكاكا“ والذي یعتبر الأب الروحي للزراعة العضویة. النسخة الأصلیة للفكرة كانت عبارة عن كرات كبیرة تحتوي بداخلها على بذور الحنطة والشعیر من أجل حمایة البذور من الطیور التي تتغذى منھا.
تقول مروة: ” لقد قررت تطبیق ھذه الفكرة في العراق، لكن بإضافة تقنیة بناء البیوت الطینیة قدیماً والتي تحمي ساكنیها من درجات الحرارة المرتفعة، فقمنا بصناعة ”كرات GG“ أو كما نسمیها كرات الحیاة من أجل حمایة البذور من الإرتفاع في درجات الحرارة، لكن الكرات ھذه المرة لا تقتصر على الحنطة والشعیر فقط، بل تحتوي على جمیع أنواع البذور مثل الزھور والخضروات الورقیة في كرة واحدة وبعد إنباتها یقوم الشخص بفصل
الشتلات عن بعضها البعض وزراعتھا بشكل منفرد“. إن ما یمیز منتجات ھذا المشروع ھو أنها عضویة وخالیة من المواد الكیمیائیة كما أن الهدف منها ھو المساھمة في حمایة البیئة من التلوث، بالإضافة إلى أسعارھا المناسبة مقارنة بأسعار باقي المنتجات الزراعیة في الأسواق.
تتوفر منتجات "الذھب الأخضر" في بغداد وتصل إلى عدة محافظات عراقیة، وھي أربیل ودھوك وكركوك ودیالى وواسط والنجف والبصرة، حیث یقوم أصحاب المشروع بتجهیز المشاتل الكبیرة. ”لم نصل بعد إلى كل محافظات العراق لأننا لا نمتلك إمكانیة توصیلها حتى الآن، فالزبائن ھم من یبعثون لنا من یمكنه نقل المنتجات إلیهم“، ُتبین مروة.
روح فریق عالیة
آمنت عدة شخصیات من مهندسین وأكادیمیین بفكرة مروة وقاموا بمساعدتها في تطویر الخبرات التي لم تكن تمتلكها في مجال الزراعة، بعضهم وجد في المشروع الشغف للتعلم والمعرفة والبعض الآخر انضم إلى فریق العمل لأنه یعتقد بأھمیة المشروع في العراق، وبهذا استطاع مشروع "الذھب الأخضر" تجاوز العقبات الأولى، فبعد أن بدأ بمروة فقط، فهو یضم حالیا فریقاً مكوناً من 8 أشخاص. وجد مطور المنتجات، د.محمد یاسین في المشروع میداناً نادراً لتطبیق كل ما اكتسبه من خبرات ومعلومات خارج البلاد، حیث یشیر إلى أن " تجربة "الذھب الأخضر" ھي من أفضل التجارب التي خضتها في حیاتي ومن خلالها تعرفت على العدید من الأشخاص المجتهدین من أجل تغییر وضع البلد، خاصة الشباب الممتلئین بالأفكار والوعي والراغبین بمواكبة التطور العالمي مع الحفاظ على ھویتنا الوطنیة التي نعدھا عاملاً من عوامل نجاح ھذا المشروع، كما أن العمل مع امرأة واثقة وطموحة مثل مروة النعیمي یعزز إیماني بأننا سنكون من المشاریع المهمة في الشرق الأوسط“.
أما د.زھراء رعد وھي مدربة معتمدة وناشطة في مجال الطفولة والبیئة، فكانت تمتلك الثقة والإیمان بما تحمله مروة من ھدف ورسالة، فتقول: ” إن حبي لكوكب الأرض والبیئة والطفولة ھو ما شجعني للانضمام إلى ھذا المشروع كمدربة، خاصة وأن الأجیال الجدیدة بحاجة إلى عمل مكثف ووعي كبیر وأدوات تمكنهم من القیام بخطوات أكبر في المستقبل من أجل البیئة“.
التدریبات وفرص العمل
یهدف مشروع الذھب الأخضر إلى زیادة الوعي البیئي والزراعي لدى المجتمع العراقي وتوفیر فرص العمل، حیث ُیشكّل وعي الناس تحدیاً كبیراً كونه تراجع في السنوات الأخیرة ولم یعد المجتمع مهتماً كما یجب بأھمیة الزراعة، كما أن العدید من الأشخاص العاطلین عن العمل من الممكن أن یجدوا فرصتهم في مجال الزراعة، لذلك ساھم المشروع في ردم الفجوات ولفت انتباه الأفراد إلى ضرورة العودة إلى الأرض وخیراتها من خلال الورشات التوعویة ودورات التدریب المختلفة. وفّر مشروع الذھب الأخضر فرص عمل لعدد من النساء اللواتي نزحن من الأھوار بعد جفافھا وعملن في مزرعة GG، وكان ھذا تحقیقاً لأحد أھدافه.
في ھذا الصدد، تقول د.زھراء بصفتھا مدربة: ”في البدء لم یكن ھناك دعم لورشاتنا وتدریباتنا، والبعض قلل من أھمیتها خاصة في المدارس، لكن بعد إن لمس الجمیع استجابة واضحة وتفاعلاً من قبل الطلبة والشباب وازدیاد عدد الحملات التوعویة، تغیرت وجهات النظر نحو الأفضل وبدأوا بفهم ما حاولنا إیصاله لهم“.
یستهدف مشروع الذھب الأخضر في تدریباته الفئات العمریة بین 18 إلى 35 عاماً من النساء المهتمات بالبیئة والزراعة والمستعّدات لخوض تجارب جدیدة لم یخضنها من قبل، فیتّم تعلیمهن قواعد العمل الأساسیة في المزرعة وكیفیة حل المشكلات الزراعیة، بالإضافة إلى تنظیم تدریبات للأطفال.” أطلقنا مبادرة ”أصدقاء الكوكب“ التي دخلت إلى المدارس من أجل زیادة وعي الأطفال وممارستهم للزراعة باستخدام أسلوب التعلیم عن طریق اللعب، كان الأطفال متحمسین جداً وشغوفین بالزراعة وھذا یشعرنا بأن رسالتنا قد وصلت إلیهم" ُتبّین مروة، مضیفة " نظمنا أیضاً مخیم ”غرینوبوتیمیا“، حیث قمنا بتدریب النساء وطلبة الجامعات وأیضاً ورشات حول العمارة المستدامة والأبنیة الخضراء“.
العقبات والتحدیات
” لا یثق المجتمع بالمرأة التي تترأس مشروعا، كونه یعتبرھا في مرتبة ثانیة في المجتمع نتیجة لسلسة من التشوھات الفكریة التي نشأ علیها، ففي الوقت الذي أتلقى فیه عروضاً من خارج العراق من أجل إدارة مشاریع معینة، لا تصلني ھكذا عروض من الداخل“
واجه مشروع "الذھب الأخضر" مجموعة من التحدیات، فهو یحمل فكرة غیر مسبوقة ویهدف إلى تقلیل التلوث في بلد یتصّدر قائمة الدول الأكثر تلوثاً في العالم، كما أن من تدیره ھي امرأة في سوق عمل مليء بالرجال.
عن ذلك تقول مروة: ” لا یثق المجتمع بالمرأة التي تترأس مشروعا، كونه یعتبرھا في مرتبة ثانیة في المجتمع نتیجة لسلسة من التشوھات الفكریة التي نشأ علیها، ففي الوقت الذي أتلقى فیه عروضاً من خارج العراق من أجل إدارة
مشاریع معینة، لا تصلني ھكذا عروض من الداخل.“ ُیواجه المشروع أیضا تحدیات مالیة كبیرة مع تزاید كمیات إنتاجه وحاجة السوق لها، فلم تعد المعدات البسیطة التي ابتكرھا القائمون علیه تلبي جمیع احتیاجاتهم، تقول مروة: ” إن من أكبر التحدیات التي تواجهنا ھي النقص في المعدات وعدم توفرھا في العراق وأثمانها الباھظة جداً في حال أردنا شرائها من خارج البلد، كما أننا نواجه مشكلة في ”التغلیف“ حیث أن أسعار الطباعة مرتفعة جداً ونحن بحاجة لطباعة كمیات كبیرة جداً من تجهیزات التغلیف، فنضطر إلى القیام بذلك خارج العراق بنفس الكمیات مع فارق 30% أقل من تكلفة الطباعة وھذا مهم بالنسبة لنا“.
كذلك على مستوى التدریبات، ُیواجه المشروع مشكلة مادیة في توفیر المكان المناسب، حیث أن مزرعة GG لیست مناسبة لعمل التدریبات في جمیع المواسم والأوقات. تتحدث د.زھراء عن بعض التحدیات التي تواجهها ” نواجه صعوبة في الحصول على الموافقات من وزارة التربیة من أجل إقامة ورشات تدریبیة في المدارس الحكومیة مثل ورشات التوعیة والتشجیر، بینما لا نواجه ذات المشكلة مع المدارس الأھلیة، بالإضافة إلى بعض الأماكن البعیدة في أطراف بغداد والتي ُیشكّل وصولنا إلیها تحدیاً كنساء".
الخطوات القادمة
تتحدث مروة النعیمي عن آخر الخطوات التي یعمل علیها مشروع الذھب الأخضر: ” نقوم حالیاً بتطویر نظام یعمل بالطاقة الشمسیة المستدامة واستخدامه في الإنتاج وستكون ھذه التقنیة جاھزة خلال فترة قصیرة، كما سنقوم بزیادة عدد العاملین في مشروع الذھب الأخضر، بالإضافة إلى أننا نطوّر حالیا أحد المنتجات الذي یُمكّن من تقلیل درجات الحرارة والحفاظ على الرطوبة في التربة وسیكون موجودا قریباً في الأسواق، ونسعى أیضاً إلى توفیر جهاز خاص للري بالتنقیط باستخدام الطاقة الشمسیة.
" تم تكریم مشروع الذھب الاخضر من قبل رئاسة الوزراء وأمانة بغداد وجهات أخرى، كما أنه یتلقى عروضاً عدیدة من أجل الدعم لكن لدى مروة النعیمي شرطاً جوھریاً للقبول، ” نحن نسعى إلى أن تتضامن جهودنا مع من یتبنى ویؤمن برسالة الذھب الأخضر ویشعر بالمسؤولیة تجاه البیئة والمجتمع والتنمیة المستدامة، لأن الذھبً الأخضر لیس مشروعا تجاریا ربحیا“.
إیمان مروة بأفكارھا دفعها لتحقیق خطوات مهمة أنتجت من خلالها مشروعاً یصب في مصلحة العراق الاقتصادیة والبیئیة، وما زال ھذا الإیمان یدفعها للمزید من الحلم والطموح، فتقول: ” أطمح أن أمتلك معدات ضخمة ذات إنتاجیة مرتفعة وأتمنى أن یتحول مشروع الذھب الأخضر إلى أكبر مصنع في العراق لإعادة تدویر النفایات
العضویة، وأحلم بأن أرى بغداد خالیة من النفایات وأن تتلون الصحراء باللون الأخضر".
لقد تم انتاج هذا المقال تحت اشراف منظمة المساعدات الانسانية والصحافة (AHJ) ضمن مشروع "قريب" برنامج اقليمي تموله الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) وتنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية (CFI)
Comments